مراكش

تعتبر مراكش (المدينة الحمراء) من المدن السياحية بإمتياز على الصعيد الإفريقي والعالمي، سأحاول في هذا الموضوع تقريبكم أكثر من لؤلؤة الجنوب من خلال تسليط الضوء على تاريخها العريق و بعض مميزاتها التي تجعلها مدينتا فريدة.

تأسست المدينة عام 1062 من قبل يوسف بن تاشفين، أول ملك من سلالة من المرابطين، كان يعرف المغرب في الشرق تحت اسم مراكش ولا يزال مستخدما في عدة بلدان حتى الآن.

مراكش رابع أكبر مدينة في المغرب بعد الدار البيضاء والرباط وفاس، بها حوالي 1 مليون نسمة (تعداد 2004 م) موزعين على مساحة 6.2 كيلومتر مربع، وتبلغ الكثافة السكانية 350 نسمة لكل هكتار.

تنقسم المدينة إلى قسمين أساسيين: المدنية القديمة (المدنية التاريخية) بمحيط 10 كم ، وهنا يكمن سحر وجمال المدينة  أما القسم الثاني فهو المدنية الجديدة المعروف لدى السكان ب"جليز" و"هيفرناج"، قلب المدينة التجاري والمعروف بتمركز الفنادق الفخمة وكذا المنتجعات السياحية وقد تأسس هذا القسم من المدينة  من قبل الفرنسيين خلال عهد الحماية، أما في السنوات الأخيرة عرفة المدينة توسعات كبرى غربأ أدت إلى ظهور أحياء سكنية كحي تارغا.

تاريخ مراكش 

تأسست مراكش في 454  هجري ، الموافق عام 1062 من التقويم المسيحي ، من قبل يوسف بن تاشفين ، أول حاكم من سلالة المرابطين .

تأتي تسميت المدينة من جذور أمازيغية فمراكش تتكون حقيقتا من كلمتين منفصلتين هما "أمور"  و تعنى الحب و"كوش " وتعني أرض الله أو الأرض المقدسة.

جعل يوسف بن تاشفين من مراكش معلمة ثقافية أكثر من كونها عاصمة لدولته، فبنى المدارس والمساجد فاصبحت محجأ لكل راغبفي العلم و التفقه في الدين، ونظرا لموقعها الإستراتيجي الهام فقد نمت مراكش بسرعة لتفرض باعتبارها مركزا تجاريا يجمع الشمال بالجنوب، بين المغرب و القارة السمراء.

تم تحصين المدينة في وقت لاحق من قبل ابن يوسف بن تاشفين، يوسف بن علي ، من خلال بناء الجدران التي إمتدت لعدة كيلومترات، كما أنا العمارة في المدنية  أبانت على تأثر كبير بالهندسة المعمارية  في مدينة فاس التي أسسها إدريس الأول، كما هو الحال في بلاد الأندلس فلا تجد اختلافا كبيرا بين قصور غرناطة و نظيرتها في مراكش و فاس.

 في عام 1147 ، استولى الموحدون على المدينة ، فأبيد المرابطون كما هو حال مآثرهم . فبنى الموحدون العديد من القصور و المباني الدينية ، مثل مسجد الكتبية الشهير الذي بني على أنقاض قصر المرابطين .

أما في عام 1269 ،سقطت مراكش في أيدي المرنيين الرحل على حساب الموحدين . لتظهر سلالة المرنيين التي أهملت مراكش في كنفها لتسقط في سبات ، و أدى هذا إلى تراجع دورها كعاصمة لصالح منافسه كبيرة، فاس .

في أوائل القرن السادس عشر عادت مراكش لتصبح عاصمة المملكة ، فنهضت من سباتها و إستعادت أمجادها ، ولا سيما من خلال السعديين ،السلطان محمد مهدي . فرممة المباني وبنيت القصور والحدائق، وظهرت قنوات الري مما جعل من المدينة جنة من النخيل . قصر البديع من المعالم الأثرية التي لا تزال تشهد على غنى حضاري و ثقافي شهدته مراكش في ظل حكم السعديين،  البديع هو نسخة طبق الأصل من قصر الحمراء ، المصنوعة من مواد ثمينة  ثم استقدامها من إيطاليا والسودان والهند و حتى الصين .

مع كل هذا الازدهار عادت المدينة لتفقد مكانتها كعاصمة، في نهاية القرن السابع عشر ، نجحت  سلالة العلويين في تولي زمام الحكم .  ليتم نقل العرش إلى فاس ثم إلى مكناس على التوالي . في أوائل القرن العشرين ، شهدت مراكش عدة سنوات من الحرب الأهلية .

في عام 1912 ،  ومع إنشاء الحماية الفرنسية في المغرب تنتهي هذه الفوضى .وفي سنة  1956 ، سيتم الاحتفال العودة من المنفى من الملك محمد الخامس في مراكش.